حوار جينارو جاتوزو : كرست حياتي لكرة القدم... ولاعب عربي يذكرني بنفسي






 اجرى  جاتوزو، المدير الفني لفريق فالنسيا الإسباني، حوارا مع صحيفة اس الإسبانية، وتحدث عن كرة القدم وبعض الأمور الخاصة بحياته الشخصية.

وكان جاتوزو لاعبا بفريق ميلان الايطالي  ثم اعتزال ودرب ميلان ونابولي قبل أن يتولى مهمة تدريب فالنسيا.

وجاء الحوار كالآتي:

كيف تعيش حياتك مع كرة القدم؟

عندما تعيش كرة القدم كمدرب لا يصبح لديك حياة أخرى، عليّ أن اشكر زوجتي ولا أعرف كيف هي معي حتى الآن، اعتدت الاتصال على كارلو أنشيلوتي وسؤاله كيف تفعل ذلك؟ أعتقد أن عليّ التغير، لأنه لا يمكنك تمضية 18 إلى 19 ساعة تفكر فقط في كرة القدم.

متى تغيرت أفكار جينارو جاتوزو كلاعب إلى جينارو جاتوزو كمدرب؟

بعمر 27 أو 28 عاما، كنت في ميلان ولعبنا ضد نادي إسباني، كان فريقنا فقط يجري ولعبهم كان تمرير الكرات بشكل عامودي، قلت لنفسي، لماذا وكيف يفعلون ذلك؟ تحدثت بعدها مع  جوارديولا، لعدة أشهر، ولأكون صادقًا، لم أفهم أي شيء.

وما الذي توصلت له؟

أحب اللاعب العملي، اللاعب المُفكر، الذي يعرف متى يجب عليه أن يضغط، أحب الاستحواذ لكن ليس السلبي، أرى كرة القدم مختلفة الآن عما لعبتها ومع الكثير من مشاهدة المباريات، في سنة تتغير الكثير من الأمور.

ما الذي تغير منذ وصولك لإسبانيا؟

إذا شاهدت نابولي او ميلان عندما كنت أدربهما، سترى أننا لا نتقدم لنضغط، في أيامي الأولى مع فالنسيا نحن نتقدم للامام للضغط.

ذهبت لتتعلم التدريب من بيب وكيكي ستين.. وفي الأشهر الأولى لم تفهم شيئا من أي ناحية؟

كنت بطلًا للعالم وفزت بدوري الأبطال لكن لم يكن ذلك كافيًا لأكون مدربًا، ولهذا السبب بدأت من الصفر، كان لدّي الأساسيات لكرة القدم لكني لم أكن مستعدًا بعد.

وكيف تمكنت من الفهم؟

بمشاهدة مباريات في مختلف الدرجات: بدءًا من دوري ابطال أوروبا إلى الدرجة 2 و3، عليك أن تتعلم الفوز بأساليب مختلفة، في كأس العالم مثلا كان هناك منتخبات تدافع جيدا وتغلق الملعب ولا تتقدم بل تعتمد على المرتدات.

كيف ترى نفسك كمدرب؟

عندما أشاهد نفسي على التلفاز كمدرب لا أحبني، أتحرك كثيرا وأتكلم دائما، لكن لا يمكنني عمل شيء آخر، وقد حاولت أن أتغير ولم أستطع، احب أن أعيش المباريات أتدخل أتحدث مع الحكام، ومع لاعبيني وقت التدريبات هي اللحظات الأسعد لي، وخلال المباراة أعيش اللحظة جيدا.

أن يعيش المرء حياة مليئة بالتحديات أمر مرهق، أليس كذلك؟

أنا لا أخشى الموت، لكنني أحترمه، لأنني أحب أن أعيش، أفضِّل أن أكون أسدا على أن أكون قطًا، كما سُئلت في أول مؤتمر صحفي لي هنا، من الأفضل العيش بشغف مطلق على العيش رهينة للحذر والتردد.

هل تعتبر نفسك صبورًا؟

"لا، لا أستطيع العيش دون التفكير فيما سيحدث، اليوم هو اليوم، وغدًا هو غدًا، أنا لا أعرف التردد، لا يعجبني رد فعلي عندما أشاهد نفسي في التلفاز، لكن عندما يرتفع الأدرينالين لدي أشتعل كالنار، لست ذاك الشخص الذي يهتم بالكاميرات التي تراقبه، أنا هكذا".

أي لاعب حالي يشبهك؟

مر وقت طويل لم أر لاعب يشبهني، لكنني رأيته في المونديال، سفيان أمرابط، كنت متحمسًا للغاية، كان كأنه أنا عندما كنت بعمر الـ 27".

ما هو الشيء الذي لا تغفره للاعب كرة قدم؟

من لا يحترم عمله، عندما أتكلم معهم، أوضح لهم أن علينا مسؤولية، فإن كان هناك 2 أو 3 لا يقومون بذلك، فإن التدريب سيسير بشكل سيء، عندما أعلن انطلاق التدريب أريد رؤية فريق يعطي كل ما لديه.

كيف تدخل في عقل شاب يبلغ من العمر عشرين عاما؟

بالنسبة لي أنشيلوتي هو أفضل مدرب في العالم لهذا السبب، رغم أنه أكبر بعدة عقود لكنه يعرف دائمًا كيف يدخل إلى عقل اللاعبين بمختلف أعمارهم، وهذا ليس بالأمر السهل، في آخر 3-4 سنوات قد تحسنت من هذه الناحية لأنني في البداية لم أكن أدرك وكنت أعتقد أن على الجميع العمل كما أفعل بإرادتي وعقليتي، لكن عليك أن تعرف مع من تتعامل أولا، على سبيل المثال لدّي ابنة تشبهني، بينما ابني مختلف، لا يمكنني التحدث مع كلاهما بنفس الطريقة، وهذا يشبه التعامل مع اللاعبين.

أخيرًا.. ماذا كان حلمك في الطفولة وكيف أصبحت بطلًا للعالم؟

أن أصبح لاعبًا كان حلم طفولتي، وبعمر ال12 تركت المنزل، وحتى إن سارت الأمور بشكل سيء لم أكن لأعود، لا شيء في تفكيري غير أن أصبح لاعبًا، وقد فعلت أكثر من المطلوب، كان شيئًا إلزاميًا أن ألعب الكرة، وإذا كنت قد تلقيت مبالغًا أقل بعشرة أضعاف ما تلقيته، كنت سأستمر في اللعب أيضًا، بالعمل والإيمان بما أفعله، أصبحت بطلًا للعالم، كنت أتدرب 3-4 مرات يوميًا وبعدها ساعة في الصالة الرياضية وبعدها ساعتين مع الكرة، قّد بنيت نفسي وعقليتي، كنت أعرف أنني أقل من الناحية الفنية لكنني جهزت نفسي للتغلب على الخصوم بالعقلية، لقد كرست حياتي لكرة القدم.

تعليقات